الرئيسية | المتن | كنوز التراث | مختارات | تعريف | ديوان المطالعين | إدارة الموقع  

مرثية في وائل بن شريك

الشمردل بن شريك

شعر

تاريخ النشر: 2025/07/29
اقرأ للكاتب
لعمري لئن غالت أخي دار فرقة
وآب إلينا سيفه وحمائله

وحلت به أثقالها الأرض وانتحى
بمثواه منها وهو عف مآكله

لقد ضمنت جلد القوى كان يُتقى
به جانب الثغر المخوف زلازله

وصول إذا استغنى، وإن كان مقترا
من المال لم تُحفِ الصديق مسائله

إلى الله أشكو لا إلى الناس فقدَه
ولوعة حزن أوجع القلب داخله

سقى جدثا أكناف عمرة دونه
ببيشة ديمات الربيع ووابله

بمثوى غريب ليس منا مزاره
قريبا ولا ذو الود منا يواصله

إذا ما أتى يوم من الدهر بيننا
فحياك منا شرقه وأصائله

وكل سنا برق أضاء ومغرب
من الشمس وافى جنح ليل أوائله

تحية من أدى الرسالة حببت
إلينا ولم ترجع بشيء رسائله

أبى الصبر أن العين بعدك لم يزل
يخالط جفنيها قذى ما تزايله

وكنت أعير الدمع قبلك من بكى
فأنت على من مات بعدك شاغله

تذكرني هيف الجنوب ومنتهى
نسيم الصبا رمسًا عليه جنادله

وهاتفة فوق الغصون تفجعت
لفقد حمام أفردتها حبائله

وسورة أيدي القوم إذ حُلت الحُبا
حُبا الشِّيب واستغوى أخا الحلم جاهله

فعينيَّ إذ أبكاكما الدهر فابكيا
لمن نصره قد بان منا ونائله

أخي لا بخيل في الحياة بماله
علي ولا مستبطَأ النصر خاذله

أقام حميدا بين تثليث داره
وبيشة، لا يبعد أخي وشمائله

وتهجيره بالقوم بعد كلالهم
إذا اجلوَّذ الخمس البعيد مناهله

وشعث يظنون الظنون سما بهم
لنائي الصوى يثني الضعيف تهاوله

إذا استعبرت عوذ النساء وشمرت
مآزر يوم لا توارى خلاخله

وثقن به عند الحفيظة فارعوى
إلى صوته جاراته وحلائله

إلى ذائد في الحرب لم يك خاملا
إذا عاذ بالسيف المجرد حامله

وما كنت ألفَى لامرئ عند موطن
أخا بأخي لو كان حيا أبادله

وكنت به أغشى القتال فعزَّني
عليه من المقدار من لا أقاتله

لعمرك إن الموت منا لمولع
بمن كان يرجى نصره ونوافله

فما البُعد إلا أننا بَعدَ صحبة
كأن لم نبايت وائلا ونقايله

وما بي حب الأرض إلا جوارها
صداه وقول ظن أني قائله

الاسم
رمز التحقق  أدخل الرقم في خانة التحقق  8276