الرئيسية | المتن | كنوز التراث | مختارات | تعريف | ديوان المطالعين | إدارة الموقع  

شِبه ذكرى

محمد بوراس

شعر

تاريخ النشر: 2025/07/15
اقرأ للكاتب

أَوْرَثْتِ عَيْنِيَ بَعْدَ الْقُرَّةِ الْغَدَقَا
وَبَاتَ حَظِّيَ مِنْكِ الطَّيْفَ وَالأَرَقَا

مَا أَبْعَدَ الدَّرْبَ لَوْ لَمْ تُومِضِي أملاً
كَأَنَّنِي قبلُ مَا عِشْتُ الَّذِي سَبَقَا

كَذَّبْتُ فِيكِ صُرُوفَ الدَّهْرِ مِنْ دَعَةٍ
فَفَاجَأَ الْوَصْلَ أَنَّ الدَّهْرَ قَدْ صَدَقَا

يَا شِبْهَ ذِكْرَى وَيَا آناً يَطِيفُ بِنَا
عَوْداً إِلَيْكِ وَأُنْساً ضَائِعاً عَبِقَا

مَرَّتْ يداكِ على الأيامِ فانْتَشَقَتْ
ضَوْعَ الهناءِ فطِبْتُ العمرَ مُنْتشِقَا

قَدْ كُنْتُ أَسْكُنُ فِي عَيْنَيْكِ مُبْتَدَأً
فَصِرْتُ أَخْتِمُ فِي تَأْوِيلِكِ الْقَلَقَا

كَمْ قَدْ بَنَيْنَا عَلَى الآمَالِ مَمْلَكَةً
فانْشَقَّ حُلْمُ الْهَوَى وانْهَارَ وَانْسَحَقَا

مَا كُنْتُ أَرْتَقِبُ الأَيَّامَ مُبْتَهِجًا
لَوْ لَمْ تَكُونِي لِقَلْبِي الْأمْنَ وَالأَلَقَا

قَدْ كُنْتِ نَبْضَ الرُّؤَى، فَارَقْتِهَا فَهَوَى
صَرْحُ الْهَوَى وَارْتَمَى فِي الْوَهْمِ مُحترقَا

وَكُلُّ لَيْلٍ له في الفكر مُعتَركٌ
يَسْقِي الظُّنُونَ ويُغوِي الوجدَ والنَّزَقَا

كُنْتِ الْبَدَايَةَ فِي عُمْرِي وبهجتَهُ
وَالآنَ صِرْتُ خُطًى تَسْتَوْحِشُ الطُّرُقَا

كُنَّا نُرَتِّقُ بِالأَيَّامِ أُمنِيَةً
فَفَتَّقَ البينُ منها كُلَّ ما رُتِقَا

أَخْفَيْتُ عَنْكِ جُرُوحًا لَا تُفَسِّرُهَا
إِلَّا الدُّمُوعُ إِذَا مَا لَيْلُنا شَهِقَا

مَا زِلْتُ أَحْفَظُ مَا لَا الشِّعْرُ يُدْرِكُهُ
وَأَكْتُمُ الحُبَّ كَيْ لَا يفضحَ الحَدَقَا

أَدري نهايتَنا، لا سرَّ في ألمي،
قد بات نبضُ الأسى في القلبِ مُتَّسِقَا

الاسم
رمز التحقق  أدخل الرقم في خانة التحقق  6533