 | جرحنا المعتقنزار ريان | الرقيم القديمتاريخ النشر: 2011/01/24 اقرأ للكاتب |
اقتراح: أكرم حمدان.
لنا جرح معتق اسمه فلسطين، لا تزيده الأيام إلا عمقاً، منه مدينة بيت المقدس ذات القباب والمآذن، والجوامع والكنائس، في حمى دين عظيم، وذمة كريمة، فيها الشوارع العتيقة التي تفوح مسكاً وعنبرا وغالية.
ولنا قيصرية بلدة محمد بن يوسف الفريابي، الحبيبة الساحرة بمآذنها وقبابها تعانق البحر وتعاتبه، فقد طال صمته وسكوته، وعروس البحر حيفا، يعرفها عز الدين القسام في مساجدها التي صارت مساكن لليهود.
ولنا الحزينة الصامتة، يافا في الثياب السود من زمن بعيد، يافا البحر ويافا العنب، يافا ذكرياتنا الحبيبة في سوافي الرمل كما الذهب في روبين، يافا البرتقال اليافاوي، يطير فَيُشْذِى زهرُه جو السماء.
ولنا بيسان وطبرية.
ولنا عكا، فرس يعربي عَصِيٌّ على الناس إلا نحن، تُقْهَر كل يوم، تُقتل كل حين، وقد كانت قاهرة قادرة، فدارت الأيام. ولنا صفد، تعانق دمشق وتعاتبها، وتغازل بيروت وتناغمها، وتنادي عمَّان، ألستم وأنا: الشآم، فما بالكم قطعتم أوصالي، وعققتم رحمي؟
ولنا ..ولنا!!
ولنا الخليل بلد خليل الرحمن إبراهيم، يدنسها اليهود كل حين.
ولنا نابلس فيها جبل النار، وفيها الزيت والزيتون والزعتر، وفيها تكبر الأحلام، وتَعْظُمُ المنى.
ولنا يبنة أغار عليها أسامة بن زيد، ولنا القسطل، يحرق قلوب الظالمين.
ولنا عسقلان، عروس الساحل الجنوبي، بإقحوانها، وزنبقها، وعنبها، وتينها، وزيتونها، وجميزها، وعيونها، وآبارها، وبساتينها وبياراتها، ولنا ولنا.
ولنا الجرح النازف، قد أدمى الأرض وقرحها.
ولنا المجدل قصرنا المهدم، ومهدنا المدمر.
ولنا في كل قرية أثر كريم، فهل يعود الأثر عيناً، ويصير الخبر بصراً؟ هو وعد الله الآتي كما الفجر.
والمِجْدَل: الجريحة المعتقلة على شاطئ البحر، بين غزة ويافا، تبعد عن الأولى نحوا من عشرين كيلا، وهي على طريق الخليل وبيت المقدس، يعتقلها اليهود شذاذ الآفاق وهمل الدنيا وهمجها، منذا أكثر من خمسين سنة، هي كالدقائق الخمس عند المجروحين، كانت وكنا، وبقيت الجراح والذكريات، وبقي المجروحون، يسكنون مخيمات، قالوا: إنها مؤقتة، وقد -والله- صدقوا، فقسماً بمن بناها، ليهدمنها المجاهدون فإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا (الإسراء: الآية7).
عذراً، فقد يكون كلام المجروحين غير مناسب لدرس علمي كهذا "فإننا لا نكتب بالمداد، ولكن بدم القلب، فعذراً إن ظهرت آثار الجراح في سطورنا".
فليعذر القارئ عاشقاً متيماً، مهاجراً مشرداً، ولد في الشتات، وفيه نمى وعلى تراب الغربة نشأ، وأمَل يوماً أن يعود، فبات يبصر قبره مشرداً، فهل الثكلى كالمستأجرة؟ اللهم لك وحدك الشكوى، أنت رب المستضعفين، وأنت ربنا! |
|
ولنا القرآن ، ولنا دموع تذرف في السحر وعند مناجاة الرحمن ، ولنا قلوب تنزف على كل شبر من أرض الإسلام. بارك الله فيك أخي أسامة على هذا الإختيار ، ورحم الله الشهيد نزار ، وألحقنا به وبإخوته الصالحين وخلّص الله فِلسطين ووحّد كلة المسلمين. |
|