| نسبة "الحُـصريّ" بإسكان الصاد أم بضمها؟محمد خليل الزَّرُّوق | بحثتاريخ النشر: 2023/08/22 اقرأ للكاتب |
بسم الله الرحمن الرحيم اشتهر بهذه النسبة عند العصريين رجلان، كلاهما من المائة الخامسة، ومن القيروان، وبينهما قرابة: 1- إبراهيم بن علي، أبو إسحاق، الأديب صاحب كتاب: "زهر الآداب، وثمر الألباب". 2- وعلي بن عبد الغني، أبو الحسن، الشاعر القارئ صاحب قصيدة: "يا ليل الصبُّ متى غده"، والقصيدة الرائية في قراءة الإمام نافع المعروفة بالحصرية.
وقد ضبط هذه النسبة السمعاني في الأنساب (اليماني) 4/152 بإسكان الصاد، وذكر أنها نسبة إلى الحُصْر جمع حصير، وتابعه على هذا ابن خلكان في الوفيات (عباس) 1/55، فإذا كان جمعَ حصير فهو حُصُر بالضم، ويجوز التسكين، نحو: نذير ونذُر ونُذْر، وسبيل وسُبُل وسُبْل.
والسمعاني وابن خلكان مشرقيان، وقد ضبط هذه النسبة مغربيان بضمتين: 1- فنقل الزبيدي في التاج 11/34-35 عن شيخه ابن الطيب الفاسي: "والمعروف ضبطه بضمتين كما في الطبقات"، ولم أعرف ما عنى بالطبقات. 2- وضبطه أبو الحسن بن بَرِّي صاحب "الدرر اللوامع في مقرأ الإمام نافع" بالضم، فيما نقل عنه صاحب الفجر الساطع 2/246، فقال: "وضبطه الأستاذ أبو الحسن بن بري بضم الصاد".
ثم إن الحصري أبا الحسن في قصيدته جاء بالنسبة لا يستقيم الوزن إلا بتحريكها، وذلك قوله: فجئت بها فِهْرية حُصُرية * على كل خاقانية قبلها تَزْرِي وأيضًا لا يستقيم إلا بتحريكها الشعر الذي هجا به ابن الطراوة الحصري الشاعر، إذ قال: إذا الحُصُري اللئيم انتحى * وظل بهذا الورى ساخرا وأُنسِيَ ما قال فاذكر له * علي بن بكارٍ الشاعرا والنسبة مشرقية أيضًا، وأظن أن الناس تبعوا في ضبطها السمعاني، لأني وجدت سابقًا له وهو ابن ماكولا (في الإكمال 3/253) أهمل ضبط الصاد، وأهمل ضبط الحرفين ابن القيسراني (في الأنساب المتفقة = أوربا 43)، وتجدها بإسكان الصاد عند كل من جاء بعد السمعاني كابن نقطة (تكملة الإكمال 2/507) والمنذري (التكملة لوفيات النقلة 1/377) وابن ناصر (توضيح المشتبه 3/244)، وغيرهم.
وجعل الأستاذ حسن حسني عبد الوهاب النسبة إلى بلد يقال له الحُصْر (مجمل تاريخ الأدب التونسي ص 119)، ولم نجد ذلك كذلك في شيء من كتب البلدان، وتابع الأستاذ على ذلك كاتب مادة "الحصري" في دائرة المعارف الإسلامية (الشارقة) 13/3975، وكحالة في معجم المؤلفين 1/64، والأستاذ محمد محفوظ في تراجم المؤلفين التونسيين 2/149، والدكتور شوقي ضيف في تاريخ الأدب العربي (عصر الدول - ليبيا تونس صقلية) 9/319.
على أن رجلين أيضًا من متأخري التوانسة لم يذكرا إلا أن النسبة إلى صناعة الحصر أو بيعها، وهما: 1- الوزير ابن السراج (من المائة الثانية عشرة) في كتابه: (الحلل السندسية في الأخبار التونسية) ص 99 من الطبعة التونسية سنة 1287هـ، وهو فيه كما في الوفيات. 2- والأستاذ محمد النيفر (من مخضرمي الثالثة عشرة والرابعة عشرة) في كتابه: (عنوان الأريب عما نشأ بالمملكة التونسية من عالم أديب)، لم يضبطه ولكن قال: "نسبة لعمل الحصر أو بيعها" ص44 من طبعة سنة 1351هـ. وأما ما في الطبعة المصرية من معجم الأدباء 1/94 من ضبطه بفتح الصاد ضبط قلم، فلا يعول عليه، وهو النطق العامي اليوم لهذه النسبة. محمد خليل الزروق تاجوراء 17/11/1444هـ = 5/6/2023 |
|