الرئيسية | المتن | كنوز التراث | مختارات | تعريف | ديوان المطالعين | إدارة الموقع  

وديع فلسطين ذاكرة لا تشيخ

أيمن ذو الغنى

مقالة

تاريخ النشر: 2022/09/15
اقرأ للكاتب
من محاسن المجلة العربية العريقة التي تصدر في الرياض منذ أكثر من أربعين عامًا إرفاق أعدادها بكتاب مجاني يوزع معها كل شهر، وأغلب هذه الكتب جيد متميز، قد أجادت هيئة التحرير في اختيار موضوعاتها وكتَّابها.
وفي العدد الأخير من المجلة ذي الرقم (490) لشهر ذي القعدة 1438هـ، أتحفت المجلة قراءها بهدية نفيسة من هداياها، وهي كتاب جديد بعنوان: (وديع فلسطين حكايات دفتري القديم) جمعه وقدم له الأخ الصديق والصحفي النشيط صلاح حسن رشيد.
إن أستاذنا وديع فلسطين جدير بكل احتفاء وتكريم، فهو أحد أعمدة مؤرخي الأدب والصحافة المعاصرين، أخلص للقلم وللتأريخ والعربية، ولم يَنِ على مدار السنين من مطلع شبابه إلى أن نيَّف على السابعة والتسعين، عن رفد الساحة الأدبية والثقافية بعُصارة فكره وما أعمقَه! ومخزون ذاكرته وما أوسعَه! وفيض إبداعه وما أبرعَه!
وهو رجل موسوعي، متضلع بآداب العربية والإنكليزية والفرنسية، ومترجم أمين عن هذه اللغات وإليها، وصحفي عتيق خبير، وصوت عال من أصوات الحق والصدع به، لم يغادر في أحكامه وآرائه النقدية جادة العدل والإنصاف.
وقد اشتهر أستاذنا وديع فلسطين بمراسلة الأدباء والأعلام من عصرييه، حتى أربى ما لديه من رسائل على عشرة آلاف رسالة بخطوط أصحابها، غدا جُلها كنزًا نفيسًا نادرًا، ومن عيونها رسائلُ من الأديب الكبير سيد قطب رحمه الله أرسلها إليه من وراء القضبان أيام اعتقاله.
وعلى أنه من أقباط مصرَ إن لديه من المواقف في إنصاف المسلمين، وتسمية الأشياء بأسمائها، وانتقاد السياسة الأميركية الصليبية العدوانية، ما لا يجرؤ على التصريح به أصحاب العمائم وشيوخ المنابر!
ومن عجائب الأقدار أن يختاره مجمع اللغة العربية بدمشق عضوًا مراسلاً من أعضائه، وكذلك المجمع اللغوي الأردني، في حين زهد فيه مجمع القاهرة، متجاهلاً توصيات قامات كبرى من أعلام المجمعيين بهذا الشأن، كالأستاذ محمود محمد شاكر، ود. الطاهر أحمد مكي، ود. حسن الشافعي، ود. هيثم الخياط، ود. محمود فوزي المناوي!
ولكن من عرف مواقف الأستاذ وجراءته في انتقاد حُكم العسكر من عهد جمال عبد الناصر إلى عهد السيسي لم يخفَ عليه السبب!
ليس غرضي في هذه الكليمة الترجمة لأستاذنا الكبير، فحسبُه ما كان يصفه به العقاد حين يرحِّب به في (صالونه الشهير) بقوله: مرحبًا بالأديب المكين.
وإن ما بيني وبين الأستاذ من صادق الود، ومن مراسلات على مدار سنوات ليستوجب مني كتابة أخرى تليق بمكانته الإنسانية قبل الأدبية.
ولكن الغرض من هذه الكليمة حث إخواني على اقتناء العدد الأخير من المجلة العربية، ومطالعة هذا الكتاب التحفة (وديع فلسطين حكايات دفتري القديم)، وقد كسره جامعه ومعدُّه على ثلاثة أقسام:
أولها بعنوان: على سبيل التعريف، العصامي المجهول!
وثانيها بعنوان: دراسات ونقدات.
وثالثها بعنوان: المقالات المختارة، حكايات دفتري القديم.
ولم يبقَ إلا أن أشكرَ أخي الأثير الأستاذ البحاثة أبا قيس أحمد العلاونة أن هداني إلى هذا الكتاب، وما كنت لأعلم بصدوره لولا أن وقَفَني عليه، فله مني خالص الدعاء، وجزيل الامتنان.

المصدر: صفحة الكاتب على الفيس بوك.

الاسم
رمز التحقق  أدخل الرقم في خانة التحقق  9879