الرئيسية | المتن | كنوز التراث | مختارات | تعريف | ديوان المطالعين | إدارة الموقع  

روح القدُس

محمد بركات

شعر

تاريخ النشر: 2021/10/21
اقرأ للكاتب
ضاعَ الكَلامُ سدًى وأُسْقطَ في يدي
فالمدحُ والممدوحُ فوقَ الفرقدِ

مِنْ أينَ أَبدأُ مِحْنتي وخَضارِمُ
الشعراءِ باؤوا بالقُصورِ المُجْهِدِ؟

مُذ قيلَ: قدْ (بانتْ سعادُ) إلى هنا
مَعْنًى يَليقُ بقدْركمْ لمْ يُوجدِ

لوْ صارَ حِبْرًا سبعةٌ مِنْ أبحُرٍ
نَفِدَ المِدادُ وفيكَ ما لَمْ يَنْفَدِ

كَمْ ضلَّ قلبي في هجيرِ قصائدي
ففررْتُ أسعَى لِلبقاءِ السَّرْمدِي

اخلعْ بطَوْر الحُسنِ نعلكَ خاشعًا
وابسُطْ قصيدكَ بالبساطِ الأحمدِي

ما لِلقصيدةِ أنْ تخونَ بَنانتي
إذ كانَ رُوحُ القدْسِ فيكَ مُؤيِّدِي

فمِنَ القصائدِ نَفْثةٌ مِنْ ماردٍ
ومِنَ القصيدِ عبادةٌ لِلموجِدِ

الرُّوحُ والمَلَكُ الكرامُ وعَرْشُهُ
والحاملُوهُ تَلِي مقامَ مُحَمَّدِ

أغروكَ بالمُلْكِ العريضِ فقلْتَ: يا
عَمَّاهُ ما أرجوهُ فوقَ السُّؤْدَدِ

لَوْ فِي يميني الشَّمْسُ واليُسْرى بها
قَمَرٌ.. هَلَكْتُ.. وما مَنَحتُهما يدِي

أَرسَلْتَ رُسْلكَ لِلملوكِ هدايةً
ولِعالَميَّةِ ديننا المُتَسَيِّدِ

وجوامعُ الكَلِماتِ صِدْتَ عُقابها
فكأنَّ حَرْفكَ غَيْرُ حَرْفِ الأبجدِ

قَدْ سَبَّحَ اللهَ الحصَى في كفِّهِ
فكأَنَّهُ متبتِّلٌ في مَسجِدِ

قَدْ أنَّ جِذْعٌ للفراقِ، وأهلُهُ
قَدْ فارقوهُ بقسوةٍ وتبلُّدِ

إنْ قالَ ذُو الإشراكِ: تَمدحُ غائبًا؟
هُوَ نُصْبَ عَيني في القُرانِ بمَشْهدِ

لَوْ كُنْتَ حاضرَ قِبلتي وتبتُّلي
لَشَهدتَ نُورَ مُحَمَّدٍ بتشهُّدي

أنتَ الذي عَميتْ عيونكَ ما تَراهُ
يقودُ مليارًا ونِصْفَ مُوَحِّدِ

لولا اسْمُهُ الزاهي يَزينُ صحيفتي
يومَ القيامةِ في الورى لَمْ أَسْعَدِ

يا ناقدي كيْفَ الوفا بحقوقه؟
أيُحيطُ شِعري بالشِّهابِ المُوقَدِ؟!

كثُرَتْ أسامي المصطفى ولكثرةِ
الأسماءِ حُبٌّ لِلمسَمَّى الأسعدِ

كُلُّ المديحِ مفصِّلٌ ما أَجْمَلَ
الـقرآنُ إذْ مِنْ بَعدهِ لَمْ تَزْددِ

وذُكِرْتَ فيهِ كِنايةً وصَراحةً
بِـ"مُزَمِّلٍ" وَ"مُدَثِّرٍ" وَ"مُحَمَّدِ"

أُذُنُ الزمانِ صَغَتْ بكُلِّ ضراعةٍ
لِاسمِ النَّبِيِّ يضُوعُ مِنْ (فِي) المَسْجِدِ

وهُنَا الحقيقةُ في الكَلامِ فلا مَجازَ
ولا كِنايةَ في صِفاتِ المُفْرَدِ

وهُنَا صَلاةُ الشِّعْرِ في حَرَمِ الهدى
مِنْ قُوَّمٍ أوْ رُكَّعٍ أوْ سُجَّدِ

أَسنَدْتُ شِعْري للأنامِ روايةً
مِنْ فَرْطِ عِشْقي للحديثِ المُسْنَدِ

كُلُّ المدائحِ لَمْ تَزدْكَ سِيادةً
وسَمَتْ بنا فوقَ الزمانِ المُنْشِدِ

مِسْكُ الخِتامِ يَرُدُّ صَدْرَ قصيدتي
ضاعَ الكَلامُ شَذًا وأَزْهَرَ في يَدِي

لِلنَّظْمِ فيكَ حلاوةٌ.. فإذا الورى
قالوا: انتهيتَ؟ أقولُ: لا.. بلْ أبتدِي


المصدر: صفحة الشاعر على الفيس بوك.

الاسم
رمز التحقق  أدخل الرقم في خانة التحقق  8378