الرئيسية | المتن | كنوز التراث | مختارات | تعريف | ديوان المطالعين | إدارة الموقع  

كتابُ الشفا بتعريف حقوق المصطفى

محمد خليل الزَّرُّوق

مقالة

تاريخ النشر: 2021/03/27
اقرأ للكاتب
من الكتب ما رزق شهرة وقبولا وسيرورة بين الناس على كثرة ما ينافسه مما يشابهه، وشهرة الكتب كشهرة الناس، حظوظ مقسومة، كما كان يقول الأستاذ الطناحي، رحمه الله، فقد رزق كتاب (الشفا بتعريف حقوق المصطفى) شهرة كبيرة، حتى أدركتُ عجائز أميات كن يقسمن به، ويقلن: وحق الشفا والبخاري، ولذلك لا تكاد تخلو منه مكتبة، ووضعت عليه الشروح، وطبع الطبعات الكثيرة جدا.
ومن خير طبعاته طبعة الأستاذ علي البجاوي، رحمه الله، وقد ضمن حواشيه زبدة بعض الشروح، ونشرته مكتبة عيسى البابي الحلبي بالقاهرة سنة 1977م، والنسخة التي على الشبكة مصورة عنها، وكثيرًا ما يخطئ الباحثون فينسبون الطبعة إلى من صورها لا إلى من طبعها، ويؤرخونها بتاريخ مخالف للواقع. ويقول الأستاذ الطناحي: "ولعل هذا العمل هو آخر أعمال الأستاذ البجاوي، رحمه الله رحمة واسعة" (الموجز في المراجع 49).
والأستاذ البجاوي أحد الذين خدموا التراث بنشرات أنيقة رائقة، وشهرته أقل من شهرة أقرانه كالشيخ أبي الفضل إبراهيم، وقد شاركه في تحقيق كتب، وفي صناعة كتب تعليمية في الطبقة الأولى في نصاعة الأسلوب ونقاء الديباجة، كـ (قصص القرآن) و(قصص العرب) و(أيام العرب)، وشاركهما الأستاذ محمد أحمد جاد المولى. وأما تحقيقاته فكثيرة لكتب كبيرة، فنشر من كتب الرجال: (الإصابة في تمييز الصحابة)، و(الاستيعاب) و(ميزان الاعتدال) و(تبصير المنتبه)، ومن كتب الأدب: (الموشح للمرزباني) و(جمهرة أشعار العرب) و(زهر الآداب)، ومن كتب علوم القرآن: (أحكام القرآن لابن العربي)، وغير ذلك كثير. وبقيت كتب بعد وفاته حققها ولم تنشر، وهو درعمي تخرج سنة 1930م، وكان مولده سنة 1903م ووفاته سنة 1979م على ما حقق الأستاذ العلاونة في ذيل الأعلام 133/2 عن الأستاذ وديع فلسطين.
وأما صاحب الشفا فهو القاضي عِيَاض بن موسى علامة المغرب والمالكية، ولد في سَبْتة سنة 476ه وتوفي بمراكش سنة 544هـ وجمع علوما في الأندلس، ومن شيوخه ابن العربي وأبو الوليد بن رشد وابن السِّيد البَطَلْيَوسي، ومن كتبه المشهورة: (الإلماع إلى معرفة أصول الرواية وتقييد السماع)، و(ترتيب المدارك) في أعلام مذهب الإمام مالك، و(مشارق الأنوار) في غريب الموطأ والصحيحين، وغير ذلك كثير.
رحمهم الله جميعا، وصلى الله على من خُدمت سنته وسيرته بهذا البحر الذي لا حد له من العلوم، وسلم تسليما.

الاسم
رمز التحقق  أدخل الرقم في خانة التحقق  1002