 | سِحر اليراعمحمد الأمين السملالي | شعرتاريخ النشر: 2021/02/09
اقرأ للكاتب |
حَرْفُ العروبةِ والكِتابِ المُحْكَمِ
رمزُ الجمالِ سنا الجلالِ الأفخمِ
السِّرُّ فيه مقدَّسٌ متسلسِلٌ
عَبْرَ الزمانِ كنورِ الاِسمِ الأعظمِ
مُذْ خَطَّ آياتِ الهدايةِ نجمُهُ
عالي المَدار على جميع الأنجُمِ
هُوَ آيةٌ للناظرينَ وعِبرةٌ
لِلموقنينَ وتُحفةُ المتوسِّمِ
قَدْ نالَ إعجازَ البهاءِ برسْمِهِ
آيَ الكتابِ المستبينِ القيِّمِ
فسَما على كل الفنونِ كما سما
فوقَ اللغات لسانُ طه الأكرمِ
هوَ زينةُ الكُتاب، فيه تأنَّقوا
وتسابَقوا في شأوِه المُترَسَّمِ
كَمْ مِنْ وزيرٍ نال منهُ رياسةً
أضحى بها للسيفِ أَكْرَمَ توأمِ
كَـمْ خالدٍ في الذِّكْرِ نالَ مقامَهُ
مِنْ مصحفٍ قَدْ خطَّه بترنُّمِ
هوَ البلاغةُ في المهارقِ أَودَعَتْ
أسرارَها نُطقًا بغيرِ تكلُّمِ
الرُّوحُ ترتعُ في رياضِ جَمالهِ
وجلالِه بترفُّهٍ وتنعُّـمِ
تنسابُ موسيقى العيونِ بحِبْرِه
بينَ السُّطورِ ومُفرداتِ المُعجَمِ
تكسو المعانيَ شكلَها في حِلْيةٍ
أو لوحةٍ تختالُ عَبْرَ المَرسَمِ
مِن آيةٍ أو حكمةٍ عربيةٍ
أو بيتِ شِعْرٍ بالثِّقافِ مُقوَّمِ
والحَرفُ يرقُصُ في المَدى مُترَسِّلًا
طرِبًا كفِعلِ المستهام المُغرَمِ
ينطاعُ إمّا شئتَ منهُ لُيونَةً
بِجَليِّ تركيبٍ ومَشْقِ مُنمنَمِ
ويقوم صُلبًا إن ترُمْهُ يابسًا
في حِدّةٍ وصرامةٍ وتجهُّمِ
فهُوَ المعبِّرُ صامتًا في عِبرةٍ
عَنْ أيِّ فِكْرٍ في خيالِ مصمِّمِ
وهُوَ المترجِم عن حضارة أُمَّةٍ
بشعارِها "اقرأْ" جاء خيرُ مُعَلِّمِ
جُمَلُ الصَّلاةِ عليهِ لَوحةُ حِليةٍ
تَهَبُ الحياةَ لِكلِّ قلبٍ مُسلمِ |
|