الرئيسية | المتن | كنوز التراث | مختارات | تعريف | ديوان المطالعين | إدارة الموقع  

تلاميذ الزَّبِيدي في ليبيا

عمار جحيدر

بحث

تاريخ النشر: 2020/11/12
اقرأ للكاتب
الحمد لله حق حمده.
ولد الشيخ "محمد مرتضى بن محمد بن عبد الرزَّاق الحسيني العلوي الزبيدي" العراقي الأصل بالهند سنة 1145ﻫ، فأخذ بها مبادئ العلوم، ثم ارتحل لطلب المزيد، فدخل زبيد وأقام بها مدَّةً طويلةً حتى نُسِبَ إليها، ثم استوطن مصر منذ سنة 1167ﻫ، إلى أن توفي بها سنة 1205ﻫ (1791م). وقد اتسعت شهرته بها وطار صيته، وكثر مشايخه وتلاميذه وعارفو فضله كثرةً ظاهرةً، وأحيا ما درس من فنون العلم، وتنوَّعت تآليفه ورسائله واتصالاته. وقدَّم تلميذه المؤرخ عبد الرحمن الجبرتي (ت 1237ﻫ/ 1822م) ترجمةً واسعة له في (عجائب الآثار في التراجم والأخبار). كما لَقِيَه معاصره الرحَّالة العالم المغربي محمد بن عبد السلام الناصري (ت 1239ﻫ/ 1823م)، وخصَّه بصفحـاتٍ عديدةٍ من رحلته الحجازية الأولى (الرحلة الكبرى سنة 1196ﻫ) التي لا تزال مخطوطة بالخزانة الحسنية والخزانة العامة بالرباط. وكان للشيـخ عبد الحـي الكتاني (ت 1382ﻫ/ 1962م) اعتناءٌ ظاهرٌ بترجمة الزبيدي في كتابه الحافل (فهرس الفهارس والأثبات ومعجم المعاجم والمشيخات والمسلسلات) الذي تردَّد فيه اسمُه أكثر من أيِّ علمٍ سواه (جزآن، فاس 1347هـ، وصدرت لهذا الكتابِ القيمِ طبعةٌ جديدةٌ باعتناء د. إحسان عباس، بيروت، 1982. وتتميَّز هذه الطبعة بإضافة جزءٍ ثالثٍ للفهارس، 1986).
وقد غدا العلامة الزبيدي من أبرز أعلام الحياة الفكرية الثقافية في الوطن العربي والعالم الإسلامي خلال النصف الثاني من القرن (12هـ) إلى وفاته في مطلع القرن (13هـ). وعُرف بغزارة علمه ومشاركته الواسعة وتعدُّد تآليفه، إذ أنَّ له آثارا كثيرة تربو على مائة عنوان، ما بين كتابٍ موسوعيٍّ مطوَّل، ورسالة مختصرة. وأبرزها وأشهرها عمله الكبير (تاج العروس) الذي استوعب فيه مواد العربية من مصادر كثيرةٍ، مع مستدركاته عليها، وقد بَنَى الزبيدي كتابه تاج العروس على (القامـوس المحيط) للفيروز آبادي (ت 817ﻫ / 1415م) فجاء في عشرة مجلداتٍ، من القطع الكبير، وذكر في آخره: أنَّ مدة إملائه استغرقت أربع عشرة سنة وأياما، وكان الفراغُ منه في الثاني من رجب سنة 1188ﻫ (1774م).
وقد وُصِفَ كتابُ التاج بأنَّه "موسوعةٌ فكريةٌ أكثر من كونه معجما لغويا متخصصا"، وكان الكتاب ومؤلِّفه موضوعا لأطروحة دكتوراه قدَّمها الدكتور هاشم طه شلاش بجامعة بغداد سنة 1978، وصدرت في كتابٍ بعنوان (الزبيدي في كتابه تاج العروس) سنة 1981. وسترد الإشارة إلى العناية بطبعات التاج أدناه. وكتابه الآخر الكبير أيضا (إتحاف السادة المتقين بشرح أسرار إحياءِ علوم الدين) الذي نشر في القاهرة سنة 1311ﻫ (1894م) في عشر مجلدات.
أمَّا عن صلة العلامة الزبيدي بالحياة الثقافية في ليبيا بين الأمس واليوم؛ فقد عدتُ إليها وعُنيت بها في مناسبتين سابقتين، أولاهما عند انعقاد (المؤتمر الأول للوثائق والمخطوطات في ليبيا: واقعها وآفاق العمل حولها) الذي التأم بمدينة زليطن سنة (1988)، وصدرت أعماله في مجلدين (طرابلس 1992). في حين قُدِّمت المساهمة الثانية إلى الندوة الأدبيَّة التي نظَّمها مجلس تنمية الإبداع الثقافي بمدينة بنغازي سنة (2002)، تكريما للأستاذ خليفة محمد التليسي (1930 ـ 2010)، واحتفاءً بصدور معجمه (النفيس من كنوز القواميس)، وقد نشرت بصياغتها الأولى غير المكتملة ضمن أعمال الندوة (التليسي موسوعة وريادة) سنة (2004)، كما نشرت في صياغتها المزيدة لاحقا، بمجلة (الحج والعمرة) التي تصدر في جدَّة، بعنوان مغاير وُضع من طرف المجلة: (النهضة العربية لم تبدأ بنابليون)، وهو ما يُستشفُّ منه تقييم آخر لمحتوى المقالة، كما يلي أدناه. وفيما يلي خلاصة جامعة بين المساهمتين.

اتصال السند العلمي في ليبيا

في هذا الملتقى العلميِّ الأول للوثائق والمخطوطات، أقدِّم وثيقةً مهمة من وثائق السند العلمي في ليبيا واتصالها بإحدى البيئات العلمية المزدهرة المجاورة في أواخر القرن الثاني عشر وأوائل القرن الثالث عشر الهجريين (الثامن عشر الميلادي)، وهي معجم شيوخ الزبيدي: (المعجم الكبير أو المعجم المختص) الذي ترجم فيه لكثيرٍ من مشايخه وتلاميذه وغيرهم من معاصريه. وله أيضاً: (المعجمُ الصغير) و(ألفيةُ السند وشرحها)، فضلا عن إجازاته الكثيرة التي حرَّرها لتلاميذه. أمَّا معجمه الصغير فقد افتتحه بقوله: "هذا برنامج شيوخي الذين لقيتهم في سياحتي وأسفاري مرتِّبا لهم على حروف المعجم، ثم أُتبعهم بذكر شيوخ الإجازة، ثم بما لي من مؤلَّفات". وقد ساقه الكتاني كاملاً في (فهرس الفهارس). ويبدو أنَّ المعجم الكبير تطويرٌ وتوسعةٌ له، وتوجد مسوَّدته الأولى (بخطِّ المؤلِّف) بمكتبـة شيخ الإسلام عارف حكمت (ت1275ﻫ/ 1858م) في المدينة المنـورة تحت رقم (3956)، وقد انتسخها الشيـخ الكتَّاني كذلك، وأفاد منها، وذكر أنَّها اشتملت على نحو ستمائةِ ترجمةٍ من مشايخه والآخذين عنه، وانتهاؤها إلى حرف الميم، ملاحظا إهمالَه لكثيرٍ من شيوخه وتلاميذه، إذْ لم يترجمهم في حروفهم.
لقد نال الزبيدي آنذاك شهرةً واسعةً في العالم الإسلامي، وكان الاتصال به والأخذ عنه من مفاخر العلماءِ؛ وكان من بين تلاميذه الذين أثبتَ تراجمهم في (المعجم الكبير) ثمانية من العلماءِ الليبيين، وكان الشيخ الكتاني قد نوَّه بهذا المعجم كثيرا في (فهرس الفهارس)، ولكنَّه ذكر أنَّه أهْمَل من كبار الآخذين عنه جماعةً لم يترجم لهم، منهم أحمد الطبولي الطرابلسي، ومحمد بن خليل بن محمد بن غلبون الأندلسي الأصل الطرابلسي الدار، وعدَّ معهما جماعة ثم قال: "وجلُّ هؤلاءِ عندي إجازته لهم، إمّا بخطَّه أو منقول عن خطِّه". وقد وُفِّقت -بحمد الله تعالى- إلى تصوير هذه المخطوطة النفيسة القيِّمة، ونشر تراجم تلاميذ الزبيدي الليبيين فيها، محقَّقةً في أعمال المؤتمر المذكور، وأكتفي هنا بالإشارة إليهم، وهم وفقا لترتيبهم على الحروف في المعجم:
1- سالم بن أحمد بن رمضان بن مسعود الطرابلسي المغربي الأزهري.
2- سالم بن راشد البلعزي الطرابلسي المغربي الأزهري.
3- عبد الرحمن بن محمد الغدامسي المالكي عُرف نسبه بضُوي مصغَّرا.
4- عبد الرسول بن يوسف بن عبد الله الفزّاني.
5- عبد المؤمن بن عبد الحميد بن سليمان المخزومي المالكي الفزّاني.
6- محمد بن أبي بكر بن محمد المغربي الطرابلسي الشهير بالأثرم.
7- محمد بن أبي بكر الخويلدي الأوجلي نزيل فزّان.
8- محمد بن خليل المغربي الطرابلسي الشهير بابن غلبون (الحفيد).
ونخرج من قراءتنا لهذه التراجم المتقدمة بإحساسٍ قويٍّ باتصال الحياة العلمية في ليبيا في تلك الفترة (أواخر القرن الثاني عشر/ وأوائل القرن الثالث عشر الهجريين)، وهي توافق عهد علي باشا القرمانلي (1167–1207ﻫ/ 1754–1793م) بالبيئات العلمية المجاورة وخاصة في مصر وتونس، على الرغم مما أصاب البلاد في السنوات الأخيرة من عهد علي القرمانلي من الاضطراب السياسي والمغامرات والفوضى والصراع على السلطة. فقد اتصل جميع المترجمين بالزبيدي في مصر، ومنهم من أخذ بتونس وأُجيز بها قبل اتصاله به، ومنهم من رحل إلى القدس واجتمع بها مع بعض الأشياخ وعاد إلى مصر.
وفوق ذلك انقسموا إلى فريقين؛ إذْ عاد أغلبُهُم إلى بلادهم ليؤدُّوا رسالتهم بين مواطنيهم، وظلَّ بعضُهم هناك وكانوا مشاركين في الحياة العلمية أو الحياة العامة:
- فقد تقلَّد سالم بن أحمد (الترجمة الأولى) مشيخة رواق المغاربة، وهو من أقدم أروقة الأزهر، وكان بمثابة مؤسسةٍ ثقافيةٍ واجتماعية لها مواردها المالية الموقوفة، وهي تؤدِّي خدماتها لأبناء المغرب العربي على اختلاف مواطنهم.
- ونلمس في سالم البلعزي (الترجمة الثانية) شخصيةً علميةً مرموقةً مشاركةً، فرضت احترامها على المؤلِّف نفسه -وهو واحدٌ من كبار العلماء آنذاك- وكان لها نظرٌ وتنبيهاتٌ حسنةٌ على أهمِّ كتابين من مؤلَّفاتـــه (شرح القاموس، وشرح الإحياء).
- أمَّا الشيخ الأثرم (الترجمة السادسة) فقد كان مع ميوله الصوفية، أدنى إلى الحياة العامة مشاركا في الشؤون الاقتصادية والاجتماعية والسياسية.
وقد حقَّق العائدون منهم بتوزيعهم الجغرافي (انتشارا ملموسا لأستاذية الزبيدي في ربوع ليبيا):
- إذ كان عبد الرحمن ضوي (الترجمة الثالثة) في الطرف الغربي بغدامس التي عاد إليها بإجازاته الأربع من تونس ومصر ليُسهم في الحياة العلمية المزدهرة في تلك الواحة التي خلَّفتْ وراءَها مئات الوثائق والمخطوطات.
- وكان عبد الرسول بن يوسف (الترجمة الرابعة)، وعبد المؤمن المخزومي (الترجمة الخامسة)، ومحمد الأوجلي (الترجمة السابعة)، على ما نلمسه من تفاوتٍ بينهم من خلال هذه التراجم، يحقِّقون للطرف الجنوبي (فزّان) أعلى نسبةٍ للاتصال بالشيخ الزبيدي؛ وهو ما يفسِّر -فيما يبدو- تلك المكانة التي آثره بها الإقليم، فبلغته منه المكاتبات والهدايا، فضلا عن طلب فتواه مع السادة الأزهريين. وقد برز من بينهم الشيخ عبد المؤمن صاحب الرحلتين بنشاطه العلمي، وتصدُّره لتدريس كتب التوحيد والشفاءِ والمختصر الخليلي بالجامع الأكبر بمرزق، واهتمام السلطان والسكَّان بدروسه، وما أثاره مع الشيخ محمد الأمين الكانمي (ت 1837م) من جدلٍ حول مسألةٍ من مسائل العقائد. كما تشدُّ انتباهنا حقّا إقامتُه في بنغازي (الطرف الشرقي من ليبيا)؛ بإذن أستـاذه الزبيدي -كأنَّه استشعر حاجتها لمثله- على ما أفادنا به الرحَّالة الناصري في رحلته الثانية (الرحلة الصغرى 1211هـ).
- أمَّا ابن غلبون الحفيد (الترجمة الأخيرة) فكان دوره في العاصمة طرابلس، وإنْ كانت أسرته من مصراتة القريبة. وأثره في الحياة الفكرية في ليبيا -على ما وقفنا عليه من آثارها حتى اليوم- أظهر من زملائه؛ فقد عرفنا مجمل حياته، وبعض تلاميذه ومؤلَّفاته. ويبدو أنَّه قد صُدِمَ بالواقع السياسي المضطرب بطرابلس عند عودته من رحلته الدراسية الأزهرية بمصر (1205ﻫ)، فآثر الرحلة إلى فزان (1208ﻫ)، وكان له بين طلابه بها نشاطٌ علميٌّ مشهودٌ تدريسا وتأليفا.
وهذه التراجم في الغالب، إنَّما هي تراجم أستاذٍ لتلاميذه، فهي تقدِّمُهم طلابا في (مرحلة التكوين والتلقِّي)، ولا تتابع بالضرورة مستقبلهم العلمي وأثره بين مواطنيهم بالتفصيل والبيان. ونعلم من حياة الزبيدي أنَّه لا بدَّ أن يكون قد حرَّر الإجازة لكلِّ أو جلِّ تلاميـذه، وقد صرَّح بذلك في ترجمتي عبد الرحمن ضـوي، وعبد الرسول بن يوسف، وأشار الجبرتي إلى إجازته لسالم بن أحمد، كما وقـف الشيخ الزاوي على إجازته لابن غلبون الحفيد. وهـذه الإجازات -مع ما يُؤخَذُ على بعض نماذجها من الضعف- من وثائق السند العلميِّ بحقٍّ، لا في اتصاله بالبيئات العلمية الأخرى كما مَّر التأكيد عليه فحسب، وإنَّما في تحقيق اتصالها أيضا بمصادر الروايات الموثَّقة، والتقاليد العلمية المتينة التي تواترت من خلالها العلوم الإسلامية على وجه الخصوص، وهذا وجهٌ آخر من أوجه (اتصال السند العلميِّ في ليبيا) التي قصدتُ إليها. وقد أصبح هؤلاء التلاميذ علماء بدورهم وتصدَّروا للتدريس والإفتاء ونشر العلم في بلادهم، وكان لهم أيضا تلاميذهم الذين تلقُّوا العلم عنهم. وهذا الوجه ليس مفردا بهذه الحالة في تلاميذ الزبيدي وحدهم، فقد اطّردت الرحلة العلمية و(تحمُّلُ العلم) وأخذه قبلهم وبعدهم، فضلاً عن اتصاله في الداخل أيضاً ولو لم تكن لبعضهم رحلة.
وأودُّ التنويه هنا بدراسة قيِّمة للمؤرخ الثقافي العالم الجليل الدكتور أبو القاسم سعد الله -رحمه الله تعالى- التي نشرها بعنوان: (التواصل بين الشيخ محمد مرتضى الزبيدي وعلماء المغرب العربي)، وقد وقفتُ عليها أخيرا على الشبكة الدولية (الإنترنت)، وخصَّص فيها فقرة في سياقها الموضوعي بعنوان: (علاقة الزبيدي بعلماء طرابلس) عاد فيها إلى الكتَّاني في (فهرس الفهارس)، والأنصاري في (نفحات النسرين) -نقلاً عن الجبرتي- كما اختتمها بالفقرة التالية التي أخذها عن كاتب هذه السطور؛ إذ دوَّنتُ له من الذاكرة، ما حضرني آنذاك منهم، في لقاءٍ جمعني بالمؤرخ العلّامة الجليل في ندوة (مكة المكرمة عاصمة الثقافة الإسلامية، خلال سنة 2003):
"وعلمت من الأستاذ عمار جحيدر الليبي، أنَّ هناك أسماء علماء ليبيين في "معجم مشايخ الزبيدي"، ذكر لي منهم مشكوراً هؤلاء: سالم بن راشد البلعزي، وعبد المؤمن بن عبد الحميد المخزومي، ومحمد بن غلبون (الحفيد)، وضوي الغدامسي، والأترام (؟)، وعبد الرسول الأوجلي الفزاني، ولم يتذكر اثنين منهم لأنَّ عددهم ثمانية في الجملة، رجع منهم خمسة إلى بلادهم وبقي ثلاثة في مصر. وقد شكل العائدون منهم نقاط إشعاع علمي لتأثير الشيخ الزبيدي في ليبيا).
وتلي هذا العرض الموجز بعض اللوحات المخطوطة المهمَّة الدّالَّة:
1- إجازة العلامة الزبيدي بخطه لتلميذه عبد الرحمن ضوي الغدامسي، وقد وقفتُ عليها بمنزل الأسرة في مدينة غدامس سنة (1986)، ضمن حراك العمل الميداني لفريق الوثائق والمخطوطات بمركز جهاد الليبيين للدراسات التاريخية، ونشرتها في ملحق بالبحث الأول ضمن أعمال المؤتمر، وهي في خمس صفحات، تنقصها عبارة الختام في الصفحة الأخيرة (الغائبة)، وأرجو من أبناء الأسرة العلمية الكريمة مواصلة فرز الوثائق والدشوت في مكتبتهم الثرية رجاء العثور عليها.
2- برنامج شيوخ السيد مرتضى الزبيدي، وقد وقفتُ عليه بمكتبة الحرم المكي، ثلاث لوحات.
3- نماذج من تراجم العلامة الزبيدي لتلاميذه الليبيين في المعجم (نسخة المؤلف المسوَّدة بخطه، في مكتبة شيخ الإسلام عارف حكمت بالمدينة المنورة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام، ثلاث لوحات).

المصدر: صفحة الكاتب على الفيس بوك.

الاسم
رمز التحقق  أدخل الرقم في خانة التحقق  7088