 | من الخزانة القديمة.. الصفحة الأخيرةيوسف الشريف | قصةتاريخ النشر: 2020/11/10 اقرأ للكاتب |
كانت جميلة أبدع الخالق في خلقها، كانت قطعة متكاملة من جمال الجسم والروح مع ابتسامة خجولة لا تفارق محياها، سمعت أنني أكتب في الأدب فجاءت على استحياء تطلب مني أن أختبر قدرتها الأدبية. كانت المذكرة التي تركتها على مكتبي تشبه مذكرات الطلبة في الجامعات، وقد كانت كذلك، فقد كانت متخمة بعديد الكتابات والملاحظات والخربشات، اخترت من الكتابات ما راق لي، ولم أصدق أن شابة في عمرها الصغير تكتب هذه الكتابة الأدبية، قرأت كل ما في المذكرة وتوقفت عند الصفحة الأخيرة، كانت فيها كلمة واحدة: (أحبك). وعندما قلت لها: إني سأعمل على نشر ما كتبت ارتعبت، وعندما سألتها عن وجود كلمة (أحبك) وحيدة في الصفحة الأخيرة سمعت منها قصة الحب الحقيقية. بدأت في الكلية في السنة الأولى، في يومهما الأول بالمصادقة جلسا في مقعدين متجاورين، في اليوم التالي حضرا في نفس التوقيت وجلسا في نفس المقعدين المتجاورين ولم تكن المصادفة حاضرة. وعندما التقت العيون كان الاتفاق قد وقع بينهما، ثم أكدت الأيام أن حبا حقيقيا قد جمع بينهما، لكن بقيت كلمته ساكنة على الشفاه ومشتعلة في نظرات العيون، كانا يتبادلان المذكرات لأنهما في قسم واحد، والحب بينهما يكبر، لكن لا شيء غير الصمت، وتنتهي السنة الأولى ثم تنتهي السنة الثانية ثم السنة الأخيرة، ويأتي يوم الوداع، يتبادلان مع السلامة، ومصافحة يتلامس فيها الكفان وتتعانق فيها الأنامل وتسقط من عينيها لؤلؤتان ويفترقان دون أن يعلن الحب عن نفسه. بقيت أياما وهي تعيد لحظة الفراق، ثم حدث أن تزوجت، وحدث أن عادت إلى مذكراتها لتكتشف أنه في كل مرة يعيد إليها مذكراتها كان يكتب لها كلمة (أحبك) في الصفحة الأخيرة لكنها أبدا لم تصل في القراءة حتى الصفحة الأخيرة.
المصدر: صفحة الكاتب على الفيس بوك. |
|